تقع ولاية يوتا في غرب الولايات المتحدة الأمريكية، وقد انضمت إلى الاتحاد الفيدرالي في 4 يناير 1896 م، وتعتبر من الولايات الكبيرة في أمريكا، فمساحتها 220 ألف كيلومتر مربع تقريباً – أي أكبر من مساحة سورية بقليل -، لذا فهي الولاية التي تحتل المرتبة 13 من حيث المساحة، ويبلغ عدد سكانها حوالي 3 مليون نسمة، يعيش حوالي 80٪ منهم على امتداد جبهة الواساتش – التي تحوي على المدن الكبرى وضواحيها في الولاية -، ويتمركزون حول مدينة البحيرة المالحة – سالت لايك سيتي – والتي هي عاصمة الولاية، ويحدها ست (6) ولايات: كولورادو، ووايومنغ، وأيداهو، وأريزونا، ونيفادا، ونيو مكسيكو، علماً أن أكثر من نصف سكانها ينتمي لكنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة – المورمان -، والتي لها تأثير كبير جداً على الحياة اليومية والثقافة السائدة في الولاية.
يعيش في ولاية يوتا الأمريكية أكثر من 60 ألف مسلم، من مختلف الدول والأعراق، يزيد عددها على 130 دولة وعرق، ويتمركزون أيضاً حول عاصمتها، والتي تقع في شمال الولاية.
ويرجع تاريخ وجود المسلمين بشكل ظاهر – في شمال ولاية يوتا الأمريكية عامة، وفي مدينة أوجدن خاصة – إلى سبعينيات القرن الماضي، ولم يشهد عددهم ارتفاعاً ملحوظاً إلا في أوائل الثمانينات بسبب قدوم عدد كبير من الطلبة السعوديين للدراسة بجامعة ويبر ستيت، تلاه أعدادٌ أخرى من شتى البلاد الخليجية والعربية والشرق آسيوية، وفي تسعينيات القرن الماضي – وبسبب الرخص النسبي للحياة المعيشية في ولاية يوتا ومجتمعها المحافظ جداً – هاجر الكثير من المسلمين إليها قادمين من ولايات مختلفة داخل أمريكا ومن دول أخرى.
تأسس «مركز الكويت الإسلامي في يوتا» مباشرة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001 م، وتم تسجيله بصورة رسمية لدى الحكومة الفيدرالية على أنه مركز خيري غير ربحي ذا نفع عام، وكان اسمه حينذاك «جمعية وادي أوجدن الإسلامية»، وتم إصدار ملف ضريبي للجمعية بتاريخ 2006/6/15 م.
ونظراً لاتساع نشاط الجمعية وليشمل توفير خدمات أكثر وأفضل لمسلمين أكثر وأكبر في مدن أخرى من شمال الولاية، تقرر تحويل اسم الجمعية إلى «مركز شمال يوتا الإسلامي» في يونيو عام 2009 م، وبهذا يشمل الضواحي الشمالية للولاية من حيث تقديم الخدمات.
وفي شهر نوفمبر عام 2014 م، قمنا بتغيير اسم المركز مرة أخرى إلى «مركز الكويت الإسلامي في يوتا»، وذلك بعد تبرع سخي من دولة الكويت – حفظ الله أميرها وحكومتها وشعبها من كل مكروه وأعزها الله بالتوحيد والسنة – وتقديمها مساهمة مالية قدرها مليون دولار أمريكي بتوجيهات من حضرة صاحب الســـــــــــــــــــــــمو الأمير الشــــــــــــــــيخ/ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله تعالى ورعاه، والذي لقب في الآونة الأخيرة بـــــــ «قائد الإنسانية العالمي».
قدّم المركز لأفراد الجالية المسلمة على مَرِّ السنوات – وعلى الرغم من القدرات المتواضعة – الكثير من الخدمات، منها: العناية بمسجد الجالية، وتوفير الدروس الدينية وحلقات تحفيظ القرآن، وتعليم اللغة العربية، وتوفير مصليات كبيرة لصلاة العيد، والعديد من الخدمات الأخرى، فالمركز – ولله الحمد والمنة – هو بمثابة مركز المجتمع المسلم في شمال الولاية.
علماً أنه يتم تعيين رئيس المركز عن طريق اختياره من قبل الجالية، ويقوم الرئيس بعدها باختيار نائبه وأمين الصندوق والسكرتير ومجلس الشورى.
ومنذ تاريخ تسجيله بصورة رسمية لدى الحكومة الأمريكية اعتبرت ملكيته – من حيث العقار – وقفية باسم المركز، وتحت عناية مجلس الأمناء، ولا تعود لشخص معين.
كان المسلمون المتواجدون في مدينة أوجدن وضواحيها يصلون بعض الصلوات جماعةً في شقق بعض المتطوعين، ولما كثر العدد – نسبياً – استأجر الإخوة الأفاضل شقة خصصت لإقامة صلاة الجمعة وبعض الصلوات الأخرى، ومع استمرار ارتفاع أعداد المسلمين في المنطقة تبرع أحد الإخوة الكرام بحديقة منزله لاستغلالها واستخدامها في بناء كشك صغير ليكون مسجداً لإقامة الجمع وجميع الصلوات فيه.
وبسبب أحداث الحادي عشر من سبتمبر لعام 2001 م، كثر الكلام في الإسلام والمسلمين والصد والتشنيع، فأردنا الدفاع عن ديننا العظيم، وتوضيح موقف الإسلام الحنيف من مثل ما حدث، وتعليم الناس الدين الحق، دين رب السماوات والأرض، والحث على التمسك بكتاب ربنا U وسنة نبينا E بفهم صحابته الكرام m ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فازدادت حاجتنا لإيجاد مركز إسلامي يمثلنا، لذا قام بعض الإخوة الأفاضل من أبناء الجالية – بعد جمع التبرعات – بشراء عيادة دكتور أسنان وتحويلها إلى مركز إسلامي تقام فيه الصلوات الخمس والجمع والدروس العلمية، سواء كانت بحضور أهل العلم من الدول العربية كالكويت والســــــــــــــــــــــعودية، أو عن طريق الإنترنت، فصار هذا المركز مركزاً لتعليم المســـــــــــلمين والدعوة إلى الإسلام الصحيح – الخالي من التطرف والإرهاب – على بصيرة بالحكمة والموعظة الحسنة، دون إفراط ولا تفريط، ولكن بوسطية واعتدال، ومن خدماته:
1) مصلى للصلوات الخمس والجمع.
2) مركز للدروس العلمية وربط المسلمين بالمشايخ الربانيين وأهل العلم الموثوقين بهم للإجابة عن أسئلتهم وتعليمهم دين ربهم.
3) إقامة حلقات تحفيظ القرآن.
4) تعليم اللغة العربية.
5) عقد دورات شرعية علمية مكثفة في الكويت والسعودية للمسلمين الأمريكان وأبناء الجالية العربية، وذلك عن طريق معهد الفرقان التابع للمركز.
ولكن مع هذا كله ونظراً لازدياد أعداد المسلمين، وحرصنا على نشر ديننا الحنيف، والمحافظة على جيلنا الجديد - ولعدة اعتبارات أخرى – قررت الجالية المسلمة بإدارة مركزها الإسلامي المباشرة بالبحث وجمع التبرعات لشراء مكان أكبر لتحقيق طموحاتنا، والتي منها:
1) إنشاء جامع أكبر يتسع إلى أكثر من 300 مصلٍ.
2) توفير مكان أوسع لتدريس أبناء الجالية أثناء عطلة نهاية الأسبوع.
3) إنشاء مركز إسلامي كبير للتعريف بديننا الحنيف.
4) إيجاد مكتبة إسلامية ليستفيد منها كل باحث عن الحق سواء كان مسلما أو غير ذلك.
لقد مَنَّ الله علينا بشراء أرض مساحتها حوالي 4500 متر مربع، وعليها مبنى مساحته حوالي 530 متر مربع، وأكثر من 60 موقف للسيارات.
ونحن الآن نقوم بتجديد المبنى وترميمه لنحوله إلى مركز إسلامي يفي بغرضنا ويسد حاجتنا، علما أنه سيحتوي على:
· مصلى للرجال يتسع لأكثر من 250 مصلٍ.
· مصلى للنساء يتسع لأكثر من 100 مصلية.
· مكتبة إسلامية ضخمة نافعة تحتوي على أمهات الكتب والمتون العلمية يزيد عددها على 1000 مؤلف.
· قاعة متعددة الاستخدام تتسع لأكثر من 50 شخص، والتي يمكن أن يستفاد منها لتكون:
o قاعة لعقد الدروس العلمية والدورات التعريفية بالإسلام.
o قاعة لاستضافة الجالية الإسلامية تحت مشروع “إفطار صائم”.
o قاعة يمكن تحويلها إلى 5-6 صفوف دراسية لتعليم أبناء الجالية أمور دينها خلال عطلة نهاية الأسبوع.
· مطبخ مجهز بأفضل المعدات.
· مكتبين لإدارة شؤون المركز.
ولقد انتهينا – والله الحمد والمنة – من تجهيز البنية التحتية بالكامل للمركز، ولم يبق علينا إلا التشطيبات الأساسية والديكورات اللازمة، وسيتم افتتاحه – إن شاء الله تعالى – في أواخر شهر أغسطس القادم لعام 2018 م، أي بعد انتهاء موسم الحج وعيد الأضحى المبارك لعام 1439 هـ.
ولكن ليتمم الله علينا ذلك فلا بد من توفير 500 ألف دولار أمريكي – أي ما يقارب 150 ألف دينار كويتي – قبل نهاية شهر يوليو القادم لعام 2018 م.
هذه نُبذة عن تاريخ الجالية المسلمة في شمال يوتا والمركز الإسلامي، وحال الخدمات المتوفرة للمسلمين في يوتا، ونُبذة عن مشروعنا الحالي، آملين منكم المساعدة بقدر المستطاع، وإعانة إخوانكم المسلمين في تلك البلاد، لنشر الدين الإسلامي بمبادئه السمحة، وتحسين صورته عند الغرب.
وأخيرا، نذكر أنفسنا وإياكم بقول الله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].
وبقوله سبحانه: ﴿ لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ﴾ [آل عمران: 92].
وبقوله جل في علاه: ﴿ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴾ [سبأ: 39].
وبما رواه الشيخان – البخاري ومسلم – في «الصحيحين»، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ k، قال: إِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ J يَقُولُ: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الجَنَّةِ».
وبما رواه ابن ماجه في «سننه»، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ n، أَنَّ رَسُولَ اللهِ J: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ، أَوْ أَصْغَرَ، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ».
وبما رواه الإمام مسلم في «صحيحه»، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ k، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ J: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».
وبما رواه الإمام مسلم أيضا في «صحيحه»، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ k، عَنْ رَسُولِ اللهِ J، قال: «مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ، وَمَا زَادَ اللهُ عَبْدًا بِعَفْوٍ إِلَّا عِزًّا، وَمَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ لِلَّهِ إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ».
وجزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم!